منتدى عالم المسرح
أهـلا وسـهلا بكم أعزائي الأعـضـاء والـمشرفين
في هـذا الموضوع المتـواضع
نص مسرحية أنس و رناآ
المنظر
(ثمة مظلة مفتوحة ملقاة على ارض الغرفة ، تخفي انس القابع خلفها .وهو يمارس الباليه . حركه محددة تترآى عبر ظله الساقط على جدار المظلة )
انس: (يزيح عنه المظلة فيظهر عاريا ومنهكا بعض الشيء. يلتقط سرواله الداخلي من الأرض ويبدأ بارتدائه ) لا ادري ما السر في خلع السراويل عند لعبة الدومينو ؟.. ثم ما وجه اللذة قي هذه اللعبة ؟ .. الحق إن الكبار أغبياء في سعيهم للعبها ؟.. حين انتهى غزوان من لعبها مع هالة ..ظهر من خلف المظلة منهكا . كان يداري خجله وهو يقول ..إنها اللذة . ولكن هالة كانت تبكي ، وكأنها تعاني من الم شديد. سمعتها تردد مع نفسها.. يا للمأساة ! ولكن أيهما على صواب ؟..من يشعر باللذة أم المأساة ؟ ..إنها لعجيبة تلك اللعبة .. لعبة الدومينو . لم أكن اعرف بالضبط ما دار خلف المظلة ، بعد أن أبعدني غزوان مسافة أمتار عنها . لقد رفض إشراكي في اللعبة ، قائلا لي وبلهجة حادة ..(يقلده ) إنها لعبة مخصصة لاثنين فقط ، ثم إنها لعبة للكبار . وهمس قائلا ( يقلده) إنها لعبة الدومينو .غير أني كنت أرى عجيزة غزوان وهي ترتفع أعلى المظلة ثم تهبط لترتفع مرة أخرى . كانت عجيزة ملطخة بسواد شعرها . حين انتهت اللعبة طوى غزوان المعفر برمال الشاطئ مظلته وهبط في الماء ليغتسل , تبعته هالة وهي تجر أذيالها وتعدل من وضع سروالها اقتربت منها لأسالها .. أهي لذيذة ؟..(يقلدها) نعم
ولكنها تثير المأساة
- لماذا ؟
(يقلدها ) لأنني أخشى أن أموت بعد أن لعبتها
ـ تموتين ؟
(يقلدها ) نعم ..أموت حالما يعلم بابا بأني لعبتها مع غزوان
ـ لا تخبريه بذلك
(يقلدها ) وأنت كذلك
ـ طبعا لأنني لا أريد الموت لحبيبتي هاله . ولكن عليك يا هاله أن تحذري غزوان من مغبة أخبار بابا بذلك
(يقلدها ) لا عليك.. فغزوان هو الآخر يخشى أن يموت .
الموت كلمة يرددها الكبار في حالات الألم. إنها تعني نهاية رحلة الحياة . مرة سألت نرجس عن نهاية رحلة الحياة . أجابتني
(يقلدها ) حين تكبر ستفهم . تفو على نرجس الحمقاء .. اخفت صورتي الجميلة تحت صورة تحتفظ بها لرجل أحمق مثلها عليه شنب عظيم . هي كغيرها من صديقات هالة .. تتأمل صورة الرجل فتبكي ثم تتحدث عن الموت.
لو كان الموت رجلا لضربته على رأسه حتى يجن، ولو لم أكن راغبا في تنفيذ طلب بابا ، لما رافقت هالة في الرحلة التي قررت القيام بها مع صديقاتها، لا مع غزوان الذي اعترض طريقنا واقلنا بسيارته الجديدة نحو الشاطئ . قلت مع نفسي ..الحمد لله ، لن أرى هذه المرة وجوه الصديقات اللواتي يتحدثن عن الموت بمواجهة صور الرجال . أوف . ولكن غزوان هو الآخر أحمق ، لان وجودي مع هالة يضايقه .الحمقاء لا ترغب بأن اشتكيه إلى بابا (يقلدها ) لا تفعل يا أنس لان أبي سيثور ويقتلني . ولأنني لا أريد الموت لأختي أنسى غزوان في حضرة بابا
كان بابا يطلب من هالة أن تصطحبني كظلها حفاظا عليها من الدنس أتعرف ما معنى الدنس ؟ ..أجاب بابا حين سألته .. بان الدنس نقطة سوداء تلوث الكرامة وتهوي بالشرف إلى القاع , وأردف قائلا إن قيمة الكرامة في أن يظل الشرف مصانا . لكني لم افهم العلاقة بين الشرف والكرامة اللذين تحدث عنهما بابا ، وبين مرافقتي لهاله في رحلاتها . لو خيرت بين رؤية هاله وصديقتها وهن يتحدثن عن الموت وبين البقاء مع صديقتي رنا ، لنلعب معا لعبة الضفدع والبقرة.. لاخترت لعبتي المفضلة مع رنا (يمارس اللعبة بتقمص شخصيتي الضفدع والبقرة بالتناوب )
الضفدع : قع ..قع ..قع ...أيتها البقرة لا تغتري بكبر حجمك
البقرة : ميع ..ولماذا لا اغتر وأنت تصغرني حجما مئات المرات ...
الضفدع : انظري .. سأكبرك حجما مئات المرات .. بف .. بف (بعد أن يكرر النفخ عدة مرات يمثل كونه قد انفجر ) طاق (يسقط على الأرض . يبدأ بالضحك ثم فجأة ) ولكن ماذا لو لعبت الدومينو مع رنا ؟....ربما سأشعر باللذة ..ليكن إذن ..(ينادي بأعلى صوته ) رنا .. رنا
صوت رنا : (من الخارج ) هلو انس ..ماذا تريد ؟
انس : (بصوت عال ) تعالي .. لنلعب معا
صوت رنا : حالا سآتيك
انس : لأضع المظلة في مكانها المناسب (يقوم بنقل المظلة إلى مكان مناسب )
رنا : (تدخل ) انس .. امعك هالة ؟
انس : هالة ..؟ أظن إنها خرجت دون اصطحابي
رنا : أخشى أن تكون قد ماتت
انس : أنت الأخرى تتحدثين عن الموت
رنا : سمعت توا إن فتاة أغرقت نفسها في النهر هذه الفتاه تدعى هالة
انس : ربما هي صديقة هالة . فلهالة صديقة بنفس الاسم .
رنا : إنها مسكينة ..أليس كذلك ؟
انس : نعم
رنا : أمي تدعوك لزيارتنا . سنلعب في بيتنا لعبة الثعلب والشاه
انس : حقا ؟.. إنها جميلة.. لنلعبها هنا
رنا : لا .. أمي لا توافق .. اتبعني (تخرج )
انس : سأتبعك في الحال .. (يبحث عن دراجته الهوائية ذات الثلاثة عجلات .يجدها . يستقلها ) ولكنني نسيت أن العب معها لعبه الدومينو(يستدرك ) لا إنها لعبة كريهة ، تسبب أوجاعا في البطن والرأس . لا أريد لرنا أن تتوجع ..سألعب معها لعبه الثعلب والشاه . ليسرق الثعلب فراخ الشاة بدلا من أن يسبب لها أوجاع البطن وصداع الرأس
(يتحرك خارجا بدراجته الهوائية فيصطدم بوالده قبل الخروج )
الأب : (يدخل مهموما ) انس.. أين أختك؟
انس : خرجت دون اصطحابي
الأب : هي المرة الأولى إذن . أخشى أن تكون (يستدرك ) لا ..لا (يلتفت الى انس ) انس.. أسمعت بفتاة انتحرت ؟
انس : كلا ، ولكنني سمعت بالفتاة التي أغرقت نفسها في النهر
الأب : التي أغرقت نفسها في النهر هي نفسها التي انتحرت
انس : كان اسمها هالة
الأب : لا تلعب بعقلي أيها الـ..
انس : (يقاطعه ) أنا لا اعرف اللعب بالعقول
الأب : أي لعب تعرف إذن ؟
انس : اللعب خلف المظلة .
الأب : أية مظلة ؟
انس : هذه (يشير الى المظلة )
الأب : (بفضول ) بل أي لعبة ؟
انس : لعبة الدومينو ...هل ستلعبها معي ؟
الأب : لعبة الدومينو لا تناسب سنك ، وليس بمقدور عقلك حسم الموقف بين الغالب والمغلوب في لعبة الكبار هذه
انس : الغالب من يشعر باللذة .. والمغلوب يشعر بالمأساة ، وبوجع البطن فيما بعد
الأب : ماذا تقول ؟.. (بفضول ) لنلعبها معا
انس : اخلع ثيابك
الأب : (مستغربا) ثيابي ؟
انس : نعم ، وبلا تأخير
الأب : عجبا (يخلع بعض ثيابه الخارجية )
انس : كل ثيابك . مثلي تماما (يخلع ثيابه ) اختفي خلف المظلة واخلع كل ثيابك
الأب : (يختفي خلف المظلة ، محاولا خلع ما تبقى من ثيابه ) أخشى أن تكون لعبة قذرة
انس : (يدخل معه خلف المظلة ) ما بقي غير لباسك الداخلي وعليك أن تخلعه ..
الأب : ماذا تقول أيها الأحمق ؟
انس : تلك شروط اللعبة
الأب : ( يمسك بخناق انس ) من علمك إياها ؟.. تلك اللعبة القذرة؟
انس : (يحاول أن يخلص نفسه ) لم يعلمني إياها احد .. لقد شاهدت من يلعبها
الأب : ( بقوة ) قل لي..... رايت من ؟
انس : غز ...غزوان
الأب : ومن شاركه في هذا الدنس ؟
انس : ( مرعوبا ) هالة
الأب : ( يفاجأ ) ماذا تقول ؟..يا ويلني ..لقد ضاعت هاله (يسقط مغميا عليه )
انس : (يصرخ ) بابا ..(يهرع الى أبيه ..يقف أمامه متأملا ) لقد مات بابا . أتعني في قولك .. إن هالة هي التي أغرقت نفسها في النهر ؟.. اجب يا أبي ولكنه ميت ( يتجه إلى دراجته الهوائية . يستقلها ) يا لها من لعبة تلك .. لقد أماتت أبي أيضا ..لن العبها بعد . سأذهب إلى رنا لألعب معها لعبة الثعلب والشاة (يتحرك بدراجته ملتفتا الى أبيه ) بابا ..
حين تصحو من ميتتك ستجدني هناك ..
العب مع رنا لعبة الثعلب والشاة (يخرج بدراجته الهوائية تاركا الأب في إغماءته
و دمتم بخير
~
مع ارقى التحياتـ